المهرجان المسرحي للمونودراما الثالث يفتتح أعماله
فتتح اليوم 7 \ 4 \2007 مهرجان المونودراما الثالث الذي يقيمه البيت العربي للموسيقا والرسم في صالة
المسرح القومي في تمام الساعة السابع مساء .
وقد حضره الدكتور عجاج سليم مدير المسارح والموسيقا والفنان الأستاذ نضال سيجري مدير مسرح قومي دمشق كان المهرجان و على ذمة ( البراشور ) يبدأ بتوزيع الدروع – وهذه ظاهرة لم تحصل بتاريخ كافة المهرجانات من أسخيلوس وحتى المسرح القومي في اللاذقية- على المكرمين وأستغرب أن تكون دورات هذا المهرجان مخصصة للشعراء لا للمسرحيين حيث أن الدورة السابقة كانت للراحل محمد الماغوط وهذه الدورة للذي سيرحل الشاعر علي الجندي وكأن سورية خلت من فواز الساجر وسعد الله ونوس و حكمت محسن وأبو خليل القباني و غيرهم من المبدعين في مجال المسرح , حتى يمكن تسميته ( بسعيد الغبرا ) بكونه يمت حتى إلى( محاربة ) المسرح. وكرم إضافة لعلي الجندي الذي لم يأبه بالمسرح نهائيا, الأستاذ غازي أبو عقل الذي بينه وبين المسرح غربة كالذي بين الشعر( والميكانيك ) كما كرم الفنان أحمد منصور الذي لم يحضر التكريم أيضا ولم يكرم الفنان خالد ديب الذي رهن حياته للمسرح إلا بعد أن تدخل من يعرفه جيدا كمسرحي عتيد ومبدع فعلا , كما وزعت دروع المهرجان لرئيس بلدية اللاذقية الذي لم يحضر بحياته قط عرضا مسرحيا فأخذ الدرع ومضي إلى بلديته نشيطا ولم يحضر حتى عرض الافتتاح , واستغرب لما لم يقدم درع المهرجان لقائد شرطة اللاذقية !!!!!! المهم وبعد تقديم دروع المهرجان – وكما وعد البراشور بتقديم فلم وثائقي عن الشاعر الذي سيرحل علي الجندي والذي أعدته وأخرجته الإعلامية منى دريباتي نفاجئ أن هذا الفيلم لم يقدم ولم يعتذر مدير المهرجان ياسر دريباتي عن أسباب عدم تقديمه رغم أنه كان خطيبا بارع بالمديح والذم أيضا .
وبعد الدروع- كغير العادة- قدم ياسر دريباتي نفسه مخرجا لما أسماه ( حكايا ملونة ) والتي كانت من تأليف الأستاذ نضال أحمد وهي عبارة عن ثلاث نصوص تحكي عن الهم العام للإنسان المقهور وقد كتبت ببراعة كاتب مسرحي فعلا أما كيف قدمها المخرج ياسر دريباتي فهذا أمر لا يستدعي الوقوف أمام حالة مسرحية فقد كانت الحكايات الثلاثة هي عبارة عن سرد حقيقي لما كتبه الأستاذ نضال أحمد , ولم يضف إليه إخراجا سوى بقعة ضوء على خشبة المسرح أبعادها متر ونصف يقرأ فيها الممثل قيس زريقة والممثلة رشا عبد الرزاق النص كما حفظوه , رغم الأداء الصوتي لرشا عبد الرزاق الجميل وقد تميز فعلا الممثل الشاب قسورة عثمان بأدائه وكأنه أفلت من قبضة ياسر دريباتي – مخرجا- فكانت عفويته( ظريفة) بدون أن يدري مخرجه .
وكان البراشور يحتوي على حالات وهيئات لم أرها خلال المهرجانات الثلاثة بكوني معاصرا لهذا المهرجان و مشتغلا به – بصدق – ودون منه ومن هذه الهيئات مثلا !!! :
1- الهيئة العليا المنظمة للمهرجان , والتي تضم إضافة إلى الدكتور عجاج سليم بكونه مديرا للمسارح والموسيقا في سوريا والفنان نضال سيجري بكونه أيضا مديرا للمسرح القومي بدمشق والفنان زيناتي قدسي والذي لم نره إلا حين تقديم عرضه المسرحي ويفر مسرعا نحو أعماله إلى دمشق هو وتابعه موفق مسعود هذا التابع المطيع فعلا !!! إضافة لهؤلاء هناك المستحاثة المسرحية حسن عكلا الذي يسبقه قوله إلى القرن الخمسين بعد الألفين وفعله إلى زمن الفراعنة , كما أضيف نضال أحمد إلى اللجنة العليا لا أدري لماذا ؟؟؟؟ وهناك أيضا سليمان شريبا الذي لم يحضر الافتتاح , إضافة لياسر دريباتي بكونه زعيما للبيت العربي للموسيقا . هذه هي اللجنة العليا !!!! ؟؟؟؟؟ .
2- اللجنة الفنية والتي لم تحتوي سوى اثنين جديرين بها وهم مهندس الإضاءة عماد خدام وفني الإضاءة غزوان ابراهيم .
3- اللجنة التنظيمية والتي تحمل عبئها فعلا الأستاذ نشوان حسن والأستاذ نضال عديرة رغم هناك كم مهول من الأسماء التي لم تحضر حتى لمشاهدة افتتاح المهرجان ومثالا على ذلك ابراهيم سعيد !!!؟؟؟ 4- اللجنة الإعلامية ومؤلفة من السيد متعب أنزو الذي لا يعرفه أحد والسيدتان ندى سلوم و رفيدة يونس المتهمتان بمهنة الصحافة لكونهما موظفتان في جريدة الوحدة التي تصدر باللاذقية فقط . إضافة لهذه اللجنة أضيف اسمي – فرحان الخليل – لهذه اللجنة ترضية خواطر رغم أني متابع إعلامي لهذا المهرجان منذ تأسيسه وحتى هذه اللحظة . وعن طريقي تمت كافة المراسلات الخارجية من العراق إلى ليبيا ومصر وتونس وحتى القدس ومواقع الأنترنيت التابعة للمسرح وكافة أشكال الثقافة تشهد على ذلك وأعمالي المسرحية تقدمني أيضا , فلم أقدم إلا بهذا الشكل مع العلم أن السيد دريباتي يعرفني من أكون ؟؟؟؟ .
5- والعجب العجاب أن يكون حسن عكلا المدير الفني للمهرجان والذي لم يضف فنيا لهذا المهرجان سوى ( ربطة عنق جديدة كانت تطوق رقبته ) !!!!!
العرض الأول من العراق :(الجمجمه )
مسرحية الجمجمة هي من تأليف الأستاذ حسين رحيم وإخراج الأستاذ عباس عبد الغني , وهذه المسرحية المونودرامية تنتمي إلى ( البانتوميم ) .
وقد قدمت حكاية هذه المسرحية بلغة الجسد والتي تحكي عن العراق من بابل إلى الزمن الأميركي وتنتهي ببناء عراق جديد بدون جور أو حيف .
وهذا النوع من العروض الذي يعتمد على حركة الجسد , وللتعبير الجسدي في فن الإيماء خصوصية , ففيه الإيقاع ينتج عن المسار الخاص الذي تأخذه الحركة والتي يسبقها ويتبعها فراغ يلفت النظر إليه , لكن المخرج قدم لنا هذا العمل بطريقة ( الرقص التعبيري ) وكان العرض أقرب إلى الباليه من البانتوميم , لكن الممثل الشاب توخيب أحمد الذي قدم عرضا بارعا مستخدما جسده للدلالة على إيصال الفكرة المسرحية بدراية علمية أكاديمية استطاعت أن تدخلنا بصلب الدراما التي أراد المخرج عباس عبد الغني أن يقدمها دون إقحام فجاءت الحركة التعبيرية منسجمة مع المدلول الدرامي ولم يشعر المشاهد بضرورة التعبير الكلامي لإيصال فكرة النص المنسجم دراميا مع الدلالات الحركية الرائعة والمدروسة إخراجيا بشكل دقيق وفني بامتياز حيث كانت الموسيقا هي أهم العناصر المسرحية بعد الممثل فقد جاءت المقطوعات الموسيقية والتي اختارها الأستاذ أيدن صالح منسجمة مع ما يريده المخرج لبناء العرض المسرحي حيث قدم المقطوعات الموسيقية متوازي ومتسلسلة ضمن البنية التاريخي جاء في استخدام ( السيليدات ) المسقطة صورا لخلفية العرض مثل شاهدات القبور التي كانت فيها المباشرة على حساب العرض الفني , هذه المباشر التي أثرت على بنية العرض فنيا , رغم أن ( السلايد ) المسقط ممثلا بالأمريكي الغازي كانت من أهم العناصر التي ربطت البنية الفنية لعرض مسرحية الجمجمة والتي مثلها عبر الصورة الدكتور محمد اسماعيل بتقنية ممثل سينمائي احترافي أعطت للعرض المسرحي تداخلاته التجريبية فبدا عرضا غاية في الأهمية عبر أداء الشخصيتين بدون أن يفقد العرض بنيته المونودرامية فقد كان الممثل توخيب أحمد مبدعا من خلال التعبير الجسدي , وكان الدكتور محمد اسماعيل مدهشا من خلال تعابير وجهه عبر الصورة التي لولاها لكان العرض ينتمي إلى الرقص الفني فقط , كما أن الديكور البسيط والمعبر جاء مدروسا بوضوح من خلال علاقة مهندس الديكور بشار عبد الغني والمخرج عباس عبد الغني الذي وظف هذا الديكور لكافة الحالات التاريخية التي مر بها العراق والحالات الإنسانية التي مرت عبر العرض , لكن الإضاءة لم تكن موفقة وهذا يرجع سببه لعدم توفر الإمكانيات الفنية في صالة مسرح قومي اللاذقية .
وفي النهاية أقول : لقد خرج الجمهور بتنوع معارفه وثقافته مستمتعا بهذا العرض . وشكرا لفريق العرض متمثلا بالدكتور محمد اسماعيل الأستاذ في قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة جامعة الموصل العراق .
بطاقة العرض :
اسم المسرحية : الجمجمة
المؤلف : حسين رحيم
الممثل : توخيب أحمد
الممثل عبر الصورة : الدكتور محمد اسماعيل
الديكور والإضاءة : بشار عبد الغني – محمد ذنون
الموسيقى : أيدن صالح
التصوير : هاني عبد الله
الداناشو : حسن المشهداني
المونتاج : سلوان عبد الجبار
الأزياء : رغد العلاف
الأغنية من أداء : رفاه المصري
مدير المسرح : الدكتور محمد اسماعيل
وكل الشكر للذي قال : ليكن مسرحنا معبرا .... يحكي آلامنا ويواسينا ....
للمخرج : عباس عبد الغني
العرض الثاني من مسرح دمشق القومي ( كأس سقراط الأخيرة )
وهذه المسرحية من تأليف موفق مسعود وتمثيل وإخراج زيناتي قدسية , والنص يقدم لنا أيام سقرط الأخيرة وهو في سجنه وهكذا نص ينتمي إلى المرجعيات الفلسفية والتي تحمل أكثر من تفسير وتعبير كما أن النص يحمل كثافة فكرية موضوعة بدقة وأحكام بحيث تظهر القصد الذي يبتغيه الكاتب عبر شريط طويل جدا ينتمي إلى أزمان غابرة ومتداخلا بالحاضر وممتدا إلى اللانهائي الميتافيزيقي حصرا ويتجلى ذلك عبر الأنفاس الأربعة التي طرحها النص حيث بدا هذا النص عبر العرض نشيدا ميتافيزيقيا يشير إلى إيديولوجيا دينيه عميقة في نفس الكاتب , ولكن إلى أي مدى استطاع المخرج زيناتي قدسية أن يدرك فحوى هذا النص وماذا يريد هذا النص فهذا لم يظهر عبر العرض إلا لماما مع أن النص يحمل مقومات النص المونودرامي وزيناتي كما يسمي نفسه شيخ المونودراما تمثيلا وإخراجا . وكان من الضروري أن يتألق هذا العرض مشيرا بقوة إلى دلالاته المطروحة في النص والتي تعطي فعلا ألقا إضافيا لهذا العرض الذي كان فيه الممثل زيناتي قدسية مبهرا ومدهشا – وهذا ما نفتقده بأغلب العروض – عبر أداءه الذي فاق تعبير الاحتراف فقد تجلى ذلك من خلال قدرت على القبض على أدواته كممثل منذ بداية العرض وحتى نهايته رغم ظهور بعض التعب عليه لكنه استطاع وبحنكة ممثل أن يستريح خلال العرض دون أن يظهر ذلك لأنه أراح نفسه من الداخل وظل قابضا على زمام الشخصية من الخارج , لكن زيناتي المخرج وبكون النص يحمل زخما فكريا وإيديولوجيا , فقد اعتمد على الشكل أكثر من المضمون وبدا واضحا من خلال الديكور الذي اعتمد عل الكلاسيكية التقليدية في معماريته المسرحية حتى يبدو المكان –السجن – أكثر وحشة ويشغل المشاهد عن تعقيدات النص المسرحي وتجلى ذلك من خلال اللباس حيث كان في غاية التقليدية رغم النص يحمل في طياته الدمار عبر مفهوم البنية التدميرية للنفس البشرية التي تسعى إلى الحضارة , هذا الدمار الناجم عن الكبت الفكري أو الاضطهاد والقهر ويتجلى كل ذلك في إظهار زيف الحضارة , لكن المخرج لم يستطع أن يوضح ذلك عبر أدواته الإخراجية ولم يظهر ذلك إلا من خلال اللغة المنطوقة من الممثل خلال العرض فلم تكن الدلالة واضحة إخراجيا , ولا بد لي أن أقول في النهاية : أن هذا العرض كان عرضا مسرحيا فعلا .
العرض الثالث لتجمع أغافي الفني في اللاذقية( محاكمة هيروسترات)
والعرض من تأليف كريغوري غورين وإعداد وإخراج وتمثيل عبد الناصر مرقبي وعلى ما يبدو أن هذا النص يمتلك جاذبية كبيرة للاشتغال عليه إخراجا لأنه تم إخراجه في اللاذقية فقط أكثر من ثماني مرات , لكن من المؤسف كان العرض يقدم كما هو مع بعض التعديلات التي تقتضيها المرحلة السياسية التي تمر بها الأمة العربية !!! والنص بالعموم يحكي عن شخصية هيروسترات التي أحرق المعبد مقر الربة أرتميدا , ولكن وحتى هذه اللحظة لم يقدم هيرسترات سوى رجل يسعى وراء الشهرة مع أن من المتعارف عليه فلسفيا أن كل شخص لا يقدم على أي فعل دون أن يرتبط إقدامه ببنية فكرية , ولم يقدم هيروسترات بهذا الشكل إطلاقا , وقام المعد عبد الناصر مرقبي بكتابة هذا النص كنص مونودرامي ولم يضف إليه شيئا سوى تغييب الشخصيات تجسيدا وتحميل مقولاتها إلى هيروسترات فجاء النص كما كتبه غورين دون أي إضافة فنية أو فكرية , وقد قدمت شخصية هيروسترات عبر علاقتها بالمخرج غير منسجمة مع بنية النص المعد بالشكل المقدم الذي كتبه الكاتب الأساسي والذي ينتمي إلى النص الملحمي لعدة أسباب منها أن العرض جاء تجريبيا من خلال الديكور وواقعيا من خلال اللباس والأغراض المسرحية و تقليديا عبر أداء الممثل , ولم يكن في هذا العرض متميزا إلا الأداء التمثيلي لعبد الناصر مرقبي رغم أنه كان من الخارج دون الدخول في اهاب الشخصية لكن استطاع بخبرته كممثل أن يقنع المشاهد .
بطاقة العرض :
محاكمة هيروسترات ( عن نص هيروسترات ) : غريغوري غورين
إعداد : عبد الناصر مرقبي
تمثيل : عبد الناصر مرقبي
ديكور عبد الناصر مرقبي
متابعة درامية : مي عطاف و بسام جنيد
لباس : يسر شيحا
إضاءة : عماد خدام
مدير إنتاج : أحمد عاشور
مكياج : نجاة محمد
إخراج : عبد الناصر مرقبي