منتدى المسرح العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فوتوكوبي عرض مسرحي جديد لماهر صليبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م:فرحان الخليل
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 10
العمر : 70
تاريخ التسجيل : 21/02/2007

فوتوكوبي عرض مسرحي جديد لماهر صليبي Empty
مُساهمةموضوع: فوتوكوبي عرض مسرحي جديد لماهر صليبي   فوتوكوبي عرض مسرحي جديد لماهر صليبي Icon_minitimeالخميس يونيو 07, 2007 10:45 am

فوتوكوبي عرض مسرحي يستفز الروح فيدميها
- فرحان الخليل-
المسرح بحث عن الهوية , وهو بحث لا يجد غايته إلا بأن يفقدها هذا ما يفعله المخرج الجيد, المخرج الذي يكون في منطقة الغياب أكثر من وجوده في دائرة الحضور , إنه غياب من أجل الحضور , وحضور من أجل الغياب , غياب ( الأنا ) الخاصة بالإنسان المخرج , وحضور( الذات) الخاصة بالمخرج الفنان الموجود في فعل خاص فوق تلك الخشبة السحرية الغارقة في ضوء شفيف أو في عتمة موحية . هكذا كان المخرج ماهر صليبي في عرضه الأخير ( فوتوكوبي ) وهذا العرض عن نص ( الطابعان ) الذي ألفه ( موري شيزجال ) وأعده كل من ( أنا عكاش وماهر صليبي ) وقام بأداء الأدوار الفنانين ( يارا صبري) و ( محمد حداقي) و ( منصور نصر ) و العرض لمديرية المسارح والموسيقى ضمن الموسم المسرحي لعام 2007 .
فنص الطابعان هو بالعموم نص يبحث في الهم الإنساني عبر مراحل حياته وهو نص سكوني يفتقر لإيقاع الفعل الإنساني العريض , لكن المعدين أشعلا الحياة في هذا النص بعد أن حولا إيقاع اللغة عبر الفضاء الاجتماعي لشخصياته إلى هم إنساني عام يتسلل من الخشبة إلى الصالة ومن ثم إلى الشارع ويصاحبنا إلى بيوتنا لنكتشف الحقيقة المرعبة التي أراد النص أن يوصلها, حقيقة تجعلنا نتلمس الخطر القادم الذي سيأتينا ( بألف لبوس ولبوس ) !!! هذا النص الذي يحكي حكاية موظفين شابين ( شاب وفتاة ) في بداية حياتهما يعملان ضاربان على الآلة الكاتبة في إحدى الدوائر الرسمية التابعة لأحدى الوزارات , وكل واحد منهما يمني نفسه بأحلام وردية قادمة - حتما -! بعد استكمال الدراسة وتحقيق الطموح , وتمر السنين ويصبح العمر على شفة الوداع وهما مازالا بنفس المكان ولا شيء تغير سوى الروح التي ضاقت عبر جدران المكان , ويبقى الطموح مزروعا في الأيام السود التي لم تر البياض إلا عبر الشيب الذي غزا شعرهما .. رغم التطور الذي كان ينموا كالأعشاب الطفيلية من حولهما ... عمر مضي وهما يبحثان عن الحب الذي يحقق لهما الأمان أو عن الأمان الذي يحقق الطمأنينة , ولكن ماذا يفعلان أمام السيل الجارف الذي يسحق الإنسان ..... هل نتخلى عن أحلامنا ؟ .... هو السؤال .
وإلى إي مدى استطاع الإخراج أن يتلمس الجواب عبر الرؤى المشهدية ؟ .... وأن يضع يده
على نزيز الجرح الإنساني من خلال الممثلين ؟ .
فمن المتعارف عليه أن المخرج هو المبدع الكلي للعرض المسرحي أي هو المؤلف والممثل ومصمم الإطار المادي للعرض ( السينوجرافيا ) بما فيه من ملابس وديكور , ولكن المخرج ماهر صليبي الذي استطاع أن يحقق ما ذكرت ومضيفا على ذلك المراقبة الدقيقة لأدوات العرض حيث استطعنا أن نرى عين المخرج النافذة عبر الممثلين وعبر بقية الأدوات فكان سيدا للخشبة مع تكريس البنية الإبداعية للممثلين ومصمم الديكور وبقية أدوات العرض وإظهار ذاتية كل منهم من خلال إبراز ( أناة ) كل مبدع ساهم في هذا العرض .
حيث أن المخرج استطاع عبر عرضه ( فوتوكوبي ) أن يجعلنا نتلمس الدمار الذي حاق بالإنسان عبر انسحاق رغباته وعواطفه وكيف رسم لنا انكسار القلب لدى شخصياته رغم أنهم مفعمين بالطيبة والمحبة وموضحا أن هذا الانكسار سببه تلك الجائحة التي حاقت بالإنسان تحت عدة تسميات ( رنانة وطنانة ) وإن عبثية الحياة ولا معقوليتها كانت متجلية في العرض الذي استطاع مخرجه تعميق الرموز وإيضاحها في آن معا و معتمدا على البنية الجدلية بين الإنسان الضائع وما يدور حوله من أشياء وكأنها قوى خفية تلعب بمصائر هؤلاء الشخصيات مظهرا عبثية الحياة وعدميتها في مواجهة ما يدور حولها فتسير هذه الشخصيات ضمن مسيرتها التي رسمت لها فيصبح الكذب شعارا - تجلى ذلك من خلال الهاتف الموضوع على مقدمة ويمين الخشبة - ويصبح مقيدا بأشياء مفروضة عليه ,- ووضح ذلك عبر الراديو الموضوع على مقدمة ويسار الخشبة – حيث أن هذا التقابل بين الهاتف والراديو لم يأتي ارتجالا بل كان مدروسا بعناية فائقة عبر البنى النفسية الداخلية التي تسحب الشخصية نخو مصيرها المحتم .
ويتجلى العذاب الإنساني في هذا العرض من خلال الدراسة الأكاديمية للديكور الذي صممه المبدع( نعمان جود) والذي جاء نتيجة لفهم كبير لما يريده مخرج العرض , هذا الديكور الذي ساهم في حبس الروح عبر هذه الجدران التي تزحف نحو الشخصيات لتضيق الخناق عليها ومبعدة كل طموح وكل إرادة غير إرادة المدير الذي يعمل لديه شخوص العرض , فانتقل الضيق من الممثلين إلى الصالة ومن ثم إلى روحنا نحن المشاهدين , ولم يتجلى العرض بإبداعه إلا من خلال الخاصية الأولى لكل عرض وهم الممثلون .
فالفنانة ( يارا صبري) التي أدت دور الموظفة التي تتجلى فيها الازدواجية الاجتماعية فهي من الداخل يقتلها الانسحاق الإنساني ويكبل حياتها عبر الحاجة المادية لكي تعيش بكرامة , أما من الخارج فهي ملمعة بالأكاذيب والزيف , لكنها مدركة بشكل أو بآخر أنها ضحية الآخرين . فقد كانت الفنانة يارا صبري مبدعة حد الإدهاش , حيث استطاعت أن تعايش المشاعر العميقة للشخصية مؤكدة أن فن التمثيل المسرحي بعيدا عن الصنعة في التمثيل التلفزيوني وإن المسرح ملك سيبقى متوجا على كل الفنون , فقد أكدت الفنانة يارا أنها ممثلة مسرح من الطراز الرائع وتجلى ذلك من خلال قدرتها على تبني المفارقات النفسية التي تحملها الشخصية , حيث حلقت الفنانة عبر استخدام مفرداتها كممثلة مؤكدة على أن الممثل قادر على أن يمسك أنفاس المشاهد عبر شعوره – الممثل – بفردانيته ونرجسيته في مواجه الآخر – المشاهد – فتجلى بذلك إبداع الفنانة يارا صبري كممثلة مسرح إضافة إلى إبداعها من خلال الدراما التلفزيونية .

أما الفنان( محمد حداقي ) الذي أدى عبر العرض الموظف الثاني المقابل في كل الفضاءات الاجتماعية والنفسية للموظفة والذي لا يختلف عنها في حياته إلا بكونه ذكرا ولكن هذه الذكورة من الخارج فقط حيث يضمر في الداخل خصاء مريع . فقد استطاع الفنان حداقي أن يحقق المعادلة المسرحية للممثل ( أنا – هنا – الآن ) أي تأكيد حضوره كشخصية ( أنا ) فاعلة في الفضاء المسرحي المزدوج ( هنا ) واستطاع الإمساك بالزمن الهارب ( الآن ) وتثبيته وتكثيفه ليصبح قادرا على احتواء حياة بكاملها خلال زمن العرض , وهذا بالطبع وفق شبكة منظمة بين النص والمخرج الذي عمل على ضبط الحركات والأصوات والإيقاعات الداخلية للفنان المبدع محمد حداقي .
وكان حداقي بارعا في مسك المكان والزمان ومكونا فعلا دراميا حيا حيث أعطى للعرض خصوصية جعلت الدمع يقف على شفة الابتسامة عند المشاهد الذي خرج من العرض مضروبا على رأسه .............. شكرا محمد حداقي .

والفنان منصور نصر فقد أدى شخصية المستخدم الأخرس- الذي قطعوا لسانه عندما أراد أن يقول الحقيقة - في الدائرة التي يعمل فيها الموظفان , هذا الممثل الذي أكد أن اللغة المنطوقة قد تصبح هامشية أمام لغة الجسد والنفس , ومكرسا بأن الزمن هو ليس زمن العرض عبر أدائه فقط , حيث استطاع من خلال ( مكنسته وسطل التنظيف ) أن يقول : إنه الزمن الذي يفتح مواقيتنا ويغلقها هو طويل .. طويل , ونحن خارج خارطته متمثلة عبر الراديو الذي يسرق تلك المواقيت .
وقد كان نصر الفنان يلعب بشكل جميل دور الوسيط بين المرئي واللا مرئي بين الواقع وما ورائه وقد ساهم بشكل كبير في تأكيد ما أراد قوله مخرج العرض عبر حركته التي فيها من السكون ما يشعل حياة بكاملها : أن البؤس الإنساني يتجلى في عذاب مضمر ينضح به الجسد والروح معا .
أما إضاءة العرض التي صممها الفنان ( بسام حميدي ) والتي أضفت على العرض طابع القهر والحلم بالفرح , وكانت تحاكي الأفعال الداخلية لكل ممثل على حده ببراعة وحرفية .

فوتوكوبي أكثر من عرض مسرحي إنه تزاوج لمجموعة من المهارات الفنية والفكرية التي تعبر عن فهم واسع للمخرج الذي استطاع أن يلوي عنق اللغة ويبعدها عن الكلام , حيث كان للعرض لغة تميزه وتجعل له خصوصية تحاكي العمق الإنساني عبر مفردات غاية في البساطة وموغلة في التفاصيل التي تبرز كينونة الإنسان بعمقها وتشكلها بصيرورتها , فاضحا بذلك الزيف الذي يطوق الإنسان رغم التبديلات والتغيرات التي تطرأ عليه فكل شيء مثل كل شيء .. . والبارحة مثل اليوم .... واليوم مثل الغد ... أيامنا كلها ........فوتوكوبي..... فوتوكوبي !!!!!!!! . .
بطاقة العرض :
اسم العرض: فوتوكوبي – عن نص الطابعان
تأليف : موري شيزجال
إعداد:أنا عكاش و ماهر صليبي
تمثيل : يارا صبري – محمد حداقي – منصور نصر-
تصميم الديكور : نعمان جود
تصميم الإضاءة : بسام حميدي
الموسيقى : شفيع بدر الدين
ماكياج : سلوى عطا الله
أزياء : ظلال الجابي
مشرف إنتاج : منصور نصر
لوحة الأفيش : الفنان صفوان داحول
مخرج مساعد : علا غرة
إخراج : ماهر صليبي

فرحان الخليل
Masrah111@yahoo.com

Lorka54@hotmail.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فوتوكوبي عرض مسرحي جديد لماهر صليبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المسرح العراقي :: اخبار المسرح-
انتقل الى: