// لقاء مع الفنان يوسف مقبل //
ممثل مسرحي من الطراز الرفيع ، مخضرم بالعشق المسرحي ، أعطى الفن عامة والمسرح
خاصة خلاصة عمره ،تتلمذ على يده الكثيرون وأصبحوا نجوما يشار لهم بالبنان، مثقف ومعلم عركته تجارب الحياة والفن وصنعت منه أستاذا بالفهم المسرحي بمرتبة الشرف ولا أظن أن دوره /جمال باشا/ في مسرحية الغول يمكن أن ينسى ، لمع في أكثر من شخصية تلفزيونية من الزير سالم إلى التغريبية الفلسطينية للمخرج المتميز الأستاذ حاتم علي
وفي موقع تصوير مسلسل /سقف العالم / للمخرج المبدع نجدت أنزور التقيناه وسألناه :
س1: بداياتك الفنية؟
كون معهد الفنون المسرحية لم يكن محدثا في أيامنا بدأنا ككل الهواة من مسارح المنظمات
الشعبية وبالصدفة عملت بالمسرح القومي ومن خلال وظيفتي التي أعتبرها تتعلق بالإبداع
الفني أكثر من الجانب الوظيفي في رئاسة قسم المسرح في اتحاد شبيبة الثورة أساعد كل
الشباب الذين يشتغلون في المسرح ونرى فيهم حالة إبداعية جديدة يمكنها رفد الحركة
المسرحية في بلدنا .
س2: أين أنت الآن من المسرح وهل لك مشاريع مسرحية مستقبلية ؟
حاليا أقوم بتجربة إخراجية مع مجموعة شباب واستأجرنا بيت عربي قديم بدمشق
وأسميناه دار الفنون ويتبع لاتحاد شبيبة الثورة ولكن التعاطي معه يشبه الحالة الاحترافية
وعلى صعيد المسرح القومي كان لي تجربتين /السهر وردي ـ رأس الغول/.
س3: بعد التغييرات الأخيرة في إدارة مديرية المسارح والمسرح القومي،هل أنت متفائل؟
لنكن واضحين المسألة لاتكمن بأشخاص معنيين بل بآلية العمل الموجودة بالمديرية
وتطور ها ليس منوط بأشخاصها فالقائمين عليها لم يأتوا من المطاحن فكلهم معروفون
بالوسط المسرحي، مسألة التطوير تكمن بتطوير وصياغة قوانين هذه المؤسسات وعدم
التعاطي مع الحالة الفنية على هامش الخطط لوزارة الثقافة وما يفيض عن دوائرها تعطيه
للمسرح سيما وأن قطرنا دخل ومنذ ست سنوات بعقلية التطوير والتحديث التي منحت كل
مؤسسة حكومية استقلالية لإقامة مشاريعها الخاصة بها وعلى صعيد ثمن بطاقة الدخول
المسرحية مازال/25/ل.س في وهو مبلغ لم يعد طفل يرضى به كمصروف يومي فأنا كممثل
كغيري من الفنانين مالذي يجبرني على العمل في التلفاز طبعا الظرف المعيشي رغم أني
لاأشعر بوجودي إلا في المسرح وأحس بمتعة العمل وأنها رسالتي الحقيقية ولو أن هذا
المسرح يعطيني كفاف عيشي لن أستجدي أي دور في التلفزيون وحاليا أنا الآن لاأستجدي.
س4: هل يعني كلامك أن التلفاز ليس له رسالته الخاصة به، وما أجمل أدوارك؟
قطعا له رسالته وهي تتقاطع مع رسالتي ورسالة كل فنان ملتزم بقضايا ناس وهموم بلده
وبالنسبة للأدوار أحب أن أوضح أمرا أنه في التلفزيون لايوجد ممثل يفرض شرطه
الإبداعي حتى النجوم ومع شدة الأسف ليس لدينا في سورية نجوم بمعنى النجومية بل لدينا
ممثلون لأن سياسة صناعة النجوم عندنا معدومة وحتى الآن لم يوزع لي دورا وجدت فيه
نفسي والذي أحب أن أعمله ولكني أحب دور الوزير نبهان في الزير سالم لأنه أعطاني
فسحة لابأس بها لأعبر عن نفسي ولكن ماعملته في المسرح أهم و بذاكرتي الآن مايمكنني
أن أعمله بالمسرح دور الملك لير برؤية معاصرة وأن أعتزل المسرح بعدها.
س5: لو اعتمدنا رأيك الذي نحترمه ماتفسيرك للإقبال العربي على الدراما السورية؟
مقارنة مع بقية الدرامات الدراما السورية هي الأكثر جدية والتصاقا بالناس وطبيعتها
المتنوعة هي التي ساعدت في ذلك وأمر ثان أن الممثل السوري يحمل خاصية المثقف
العربي المتنور أكثر من غيره إضافة لوجود أهم المخرجين في الدراما السورية الذين
شكلوا مشروعهم الفني وبدأوا يبحثون عن سبل جديدة لتطوير إمكاناتهم الفنية مثل المخرج
نجدت أنزور وحاتم علي وباسل الخطيب وهيثم حقي زد على ذلك براعة المخرجين الشباب
الجدد والموهوبين والذين أخذوا بتشكيل مشروعهم الفني .
س6: دورات الإخراج والفنون الشعبية والموسيقى لإتحاد الشبيبة هل تراجعت ولم؟
هذا صحيح فالدورات تراجعت إن كان على صعيد الناس الذين يتبعونها والفروع أخذت
بترشيح الأشخاص الغير موهوبين وأكفاء عكس الدورات في سنواتها الخمس الأولى
والذين تخرجوا منها شكلوا رديفا وعنصرا مسرحيا هاما في محافظاتهم .
س7: من من المخرجين استطاع أن يغوص ويكتشف قدراتك وطاقاتك الفنية؟
بصراحة خدمني الحظ واشتغلت مع أهم المخرجين الذين أخرجوا أهم الأعمال للتلفزيون
مثل المخرج نجدت أنزور الذي حرك الدراما العربية شئنا أم أبينا والذي عمل هذه النقلة
النوعية في الدراما السورية وأنهى الدراما الإذاعية المصورة وحفز كثير من المخرجين
على أن يطوروا أدواتهم حتى الدراما المصرية أخذت تحسب حسابا للدراما السورية بفضله
وفضل باقي المخرجين السوريين المتألقين الذين لديهم هاجس البحث عن النصوص الجيدة
وهم ثقافي فني وليس الهم المادي والربح فقط .
س8: مواصفات الفنان الناجح ومعايير النجاح برأيك؟
من يملك البعد الثقافي الحضاري الإبداعي وحالة المشاكسة مع الإبداع والثقافة والمجتمع
هذا الكلام ينطبق على المخرج والممثل وفي المسرح لدينا بعض التجارب المسرحية شبابية
ولكن ليس لدينا مخرجا مسرحيا بمعنى الكلمة والإخراج انقرض بعد المرحوم فواز الساجر
س9: رأيك ومفهومك للشللية الفنية؟
برأيي إن كانت بشكلها الإيجابي ولصالح الحالة الإبداعية فلا مانع منها لأن الانسجام حالة
مطلوبة بالعمل الفني ولكن أن تتحول الشللية إلى الحالة العصبوية والمحسوبيات فهذا أمر
مرفوض جملة وتفصيلا.
س10: ماذا قدم لك الفن ؟
/ضاحكا/ قدم لي نفسي.. ولو كنت خارج إطار الفن كان ممكن أن أكون مرتاحا أكثر وعلى
أكثر من صعيد فبعد /25/ سنة استطعت أن أشتري بيتا ومع هذا لاأجد نفسي إلا في الفن
س11: دورك في مسلسل سقف العالم ومشاريعك الفنية المستقبلية؟
ألعب شخصية السفير عبد الله ابن باشتو سفير ملك الصقالبة إلى الخليفة العباسي وهو
يهودي خزري أعلن إسلامه وأقنع ملك الصقالبة البلغار بضرورة سفارته إلى بغداد
والمسلسل فكريا يقوم بالرد على الرسوم المسيئة للرسول الكريم للرسام الدانمركي الذي
اغتاله الموساد الإسرائيلي بعد انتهاء دوره المكلف به وأنا مرتاح جدا لهذه الشخصية
التي ألعبها ولو لم يجد المخرج المبدع نجدت أنزور أني أستطيع لعبها لما أسندها إلي
وهناك مسلسل / عنترة/ وألعب به دور مالك بن قراد والد عبلة .
س12: رأيك بدور المعهد العالي للفنون المسرحية وخريجه ؟
يجب إعادة النظر وإعادة صياغته بدءا من الحالة الإدارية إلى الحالة التعليمية إلى
مستوى المدرسين لأننا مع الأسف نلتقي بأغلبيتهم فهم وبعد دراسة أكاديمية لمدة أربع
سنوات لايعرفون تمثيل جملة في التلفزيون أو في المسرح فمن هنا قلت يجب إعادة النظر.
س13: أمنية فنية أو شخصية تتمنى تحققهما؟
أتمنى أن يأخذ الفن دوره ويصبح حالة أساسية والمسرح يصير حالة اعتياد لدى المواطن
ويرتاد المسرح من تلقاء نفسه دون أن يكون الأمر شحاذة وتوجيه بطاقات دعوة له وعدة
اتصالات ليحضر مسرحية والتقصير يكمن في المبدع وليس المواطن وأتمنى من المبدعين في التلفزيون إن وجدوا وأشك بذلك أن يكونوا موضوعيين فيما مايقدمونه
س14: سؤال لم أسألك إياه وكنت تتمنى أن أسأله ؟
هو متابعة أمنيتي بأن تتكاتف المؤسسات الرسمية وتزج بالفعاليات الاقتصادية الخاصة
لدعم الحالة الثقافية ولأاعتقد أنه أمر معيب بحق المسرح والحالة الإبداعية الثقافية وأجزم
بأن الفعاليات تلك لن تقصر إذا ماوجهت إليها هذه الدعوات وبالتكاتف معها نستطيع آنذاك
تقديم فن محترم وحالة ثقافية مشرفة
س15: كلمة أخيرة؟
//ضاحكا// وهل بقي شيء لم نتحدث عنه ، وكل الشكر لك ولصحيفتكم العزيزة التي أتمنى
لها التقدم والازدهار وأن تبقى دائما في الطليعة .
أجرى الحوار: شـــــــــاكر شـــــــــاكر