منتدى المسرح العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مونودراما حامد خضر/ صبحي الخزعلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 27/12/2006

مونودراما حامد خضر/ صبحي الخزعلي Empty
مُساهمةموضوع: مونودراما حامد خضر/ صبحي الخزعلي   مونودراما حامد خضر/ صبحي الخزعلي Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 23, 2007 3:50 am

مونودراما حامد خضر/ صبحي الخزعلي 92034408



مونودراما
حامد خضر
تأليف
صبحي الخزعلي
— 1 —
(من بين تراب المسرح حيث الإضاءة تتلاعب في المكان رعد وبرق يصم الآذان ويخرج رجل يحمل بين يديه راس حامد خضر.يقترب من مقدمة المسرح )
حامد : هذا راس صديقكم . نعم انه راس حامد خضر الذي اغتيل بانقلاب
سيارة كانت تنقله في الطريق بين معهد الفنون الجميلة ومحافظة
بابل الحلة .هل تصدقون انه راس حامد خضر.إذا كنتم تصدقون
حسنا تعالوا مع راس تتلاقفه الفتيان.يرمي الرأس بعيدا تتلاقفه
بعض الأيادي إلى أن تدخل في خلف سايك المسرح وتقترب
الأيادي بالرأس حتى يكون في كامل سايك المسرح .مع موسيقى
مناسبة)
——- إظلام———
حامد: ( يخرج من بين الستائر)
صوت : وارتفعت الستارة في مسرح معهد الفنون الجميلة التي علاها
التراب.
حامد: (يحاول تنضيف الستارة )
صوت: بقايا أقدام على خشبة المسرح يحيط بها تراب الزمن
حامد: (يحاول كنس التراب من على خشبة المسرح)
صوت : ومخلفات الحيوانات الثدية.رائحتها تزكم الأنوف
حامد : (يتقيأ)
صوت: وفي أفق القاعة الممتد بعيدا كراسي رفعت عنها بعض
المساند .
حامد : (يحاول تعمير الكرسي الممزق في القاعة)
صوت: وانكفاء البعض الأخر.وباب موصدة يلفضها الزنجار .
حامد : (يمسح الباب الحديدي في القاعة)
صوت : وبقايا الأقدام الغائرة في تراب المسرح تتجه إلى العمق حيث
باب خلفي يدخل منه المدرسين.والطلاب للتمرين على خشبة
المسرح .
حامد : (يتابع مسار الإقدام في عمق المسرح)
(ريح تصفق أبواب وشبابيك الصفوف في المعهد.)
حامد مونودراما حامد خضر/ صبحي الخزعلي Icon_sad يقف وينظر إلى كل الاتجاهات بابتسامة صفراء .ثم بحذر. ثم
بخوف)
من يطرق طقس حامد خضر هذه الساعة؟ من يبحث
عن لونه في الظلمة؟ من يشتري الخوف من الخائف؟ من يرن
جرس الهاتف الكيماوي كي يسقي الزرع ؟ من يدوس على
راس الأفعى الأعمى ؟من يتعشى في جذع الشجرة الميتة؟
صوت: أرجوك.
حامد: أنت ثانية يا رجل.لماذا تريدني أن أكون ؟
صوت: تكون أو لاتكون.أيها الملك.
حامد : ليست العبرة في أن تكون ملكا بل العبرة في أن تكون آمنا
صوت : إذن هو هاملت لشكسبير
حامد: نعم هو هاملت
(يمثل مشهد من مسرحية شكسبير لكن بأسلوب حركة الجسد)
((أكون أو لا أكون تلك العلة يا نفسي.
هلم أيها الليل المدلهم.أرخ سدولك على النهار الشفيق.وأغمض
نظراته المتلطفة.ثم تناول بيدك الخفية الدامية.ذلك الصك الذي
طبع الاصفرار على جبهتي.ومزقه تمزيقا.لقد كمد النور وهب
الغراب.ناحبا نحو القبة السماوية الممتدة فوق الغابات.سيقتل
الليلة بنكو وابنه.ولايؤيد الشر مثل الشر.هلمي من هذا المكان
فقد أوشك لضيوف أن يسبقونا.
(يخرج)
— ظلام—
صوت : مصابيح المسرح منكفئة .وتكاد تكون غير صالحة
للعمل .زجاجها متطاير وألوانها كحزن حامد خضر.
حامد: (يدخل المسرح شعره يغطي وجهه.ثم يبدأ التنفس بقوة .ثم
يصرخ ) لا.. لا.. لا..
(الصدى يغطي المكان تماما)
حامد: هذا حسن فعالج الصدى بالصدى.لان أصوات الفئران تبتعد
عنك.كانت تنام في جيبي.أو تسبح في مائي الذي اشرب منه.فئران
قبيحة لاتحترم الآخرين ولكنها ودودة بعض الشيء.
صوت: هي رفيقتك يا حامد؟
حامد: بل أنا رفيقها .هي صاحبت الدار وأنا ضيفها الثقيل انحني إجلال
لها عندما تمر إمامي عاقرت سريري من الشمال إلى
الشمال.واطاطا رأسها لي شاكرة ذلك
صوت: أتحلم يا رجل؟
حامد: بل أجدف.نعم لقد بدا الشيب يقترب من عمري وأنا بين الحلة
والمعهد حصان طروادة يتيم لا يعرف أين يخط خطاه مابين الجنة
والنار .فرسخ من الكذب والصدق .آه يا اهلي .
أيقونة حبي تحلم أن أكون لها زوج وأنا احلم أن أكون
صلاح القصب.فبأي آلاء الاثنين أكون في الربع الثالث من القرن
العشرين. كنت إنسان حزين. ابحث في الزبالة عن يومي العطشان
لأسقيه الماء المشين . روحي تبكي عرق الطلاب وهم يتدربون
في حر الصيف وبرد الشتاء كي أقول لهم أحسنت.( كمن يتكلم
مع طالب لديه) يا عدنان فقد كنت شجاعا حقا. لقد أوصلتني إلى
لب الدور. ولكن أين أنت من الدور يا عدنان الم يكن لك رأي
فيه.
(قطة تموء صارخة بأعلى صوتها كمن عضها ابن أوى)
صوت : ألوان تتقاطر في راس حامد. تطوقه كأصابع حارس المرمى
في لحضته ألحرجه. قبل الهدف القاتل.
حامد : (يدور بيديه حول رأسه كما يعمل شداد لرأسه ويغمض عينيه
ويسد أذنيه)
الجسد يداوي العلة بالعلة .ويسرق الفعل من الفعل. نعم سأعالج
الفعل بالفعل من خلال الجسد.نعم سأطبقها اليوم وغدا سأنال
منكم أيها الطلاب الملاعين .سأجمع كل قواهم وأبحر بها في
سماء هذا المسرح العتيق. سأفترش معهم الأرض وسنسبح
بترابه كي يسعد في قبره بهنام ميخائيل .هذا الأستاذ الأسطورة
الذي قتل عمدا من احد طلابه. وإذا عشت سأقدم شكوى على
ذلك الطالب النجس.
(مواء القط مرة أخرى)
حامد: ماهذا لم أكن يوما قطا؟ كنت.. كنت.. كنت.. (نباح كلب) ولا حتى
كلبا. جئت إلى معهد الفنون مدرسا. ابحث في الظلمة عن
نفسي . جئت كي اعرف كيف أجد لونا للشرف . في زمن
يغتصب كل لحظة. تصفعني الغربة في ليله الطويل. وأقول
اصبر . فغدا لناظريه لقريب.
(أصوات الجرذان)
حامد : هذا الجرذ يعرف كيف ينحني ليدخل الجحر. وألا لما استطاع أن
يدخل الجحر.
صوت : حسنا عليك أن تكون جرذا كي تدخل الجحر يا حامد.
حامد: إنسان وجحر .وجسدي الذي سيتحول. نعم. سأطلق هذا الجسد
السرمدي بين ثناي جحر الفأر هذا . هو كل ما بقي لدي ..سأعذبه
إلى أن يتكور ويتحول إلى جسم جرذ.نعم سأدخل أراد جسدي أم لم
يرد.
ينظر حيث جحر في المسرح .يدور حوله محاولا الدخول)
حامد : هذا الجحر.والضوء والموسيقى؟
يرى أبيا المخرج. وهو عبقري المسرح السويسري. إن الضوء
والموسيقى تعطي للمسرح تناغم سحري وتحوله إلى حركة
دينامكية .ولكن سأجربها. نعم فالمسرح تجربة أبدا بشيء وسوف
لن تنتهي فيه.ولكن من أين لي هذه الموسيقى.حسنا اصفق.نعم
اصفق.
(يصفق وهو يتحرك يمينا وشمالا في المسرح ..يسمع صوت
الفئران وهي تهرب )
حامد : إضاءة مع موسيقى مع هروب الفئران وحركة الجسد.إذن
سأقوم بشيء مهم الليلة.
( يبدأ الحركة الجسدية ويتوقف)
لكن كل أللذي افعله فعله غيري. غير إني افعل ملا يفعلون بالضبط.
بل أضيف واحذف وهي إذن الفكرة.كما يفعلها صلاح القصب هذا
الدكتور يؤرقني ..
(يصفق على رأسه)
حامد: اللعنة مالي أنا وصلاح القصب . هذا العبقري ..المادري شنو؟؟
يمكن مخبل .واني همينه مخبل .حسنا .هل ما أقوم به جديد ؟ هل
أضيف لمدرسة . لطريقة . لخطة جديدة؟ لا.لا.لا.
(يصرخ ويضرب الأرض)
حامد: إذن هذا ضياع والمعهد استهلكني قبل أن استهلكه. لكن لابد وان
أحط قدمي على هذا المسرح المجنون . سأكون وأكون وأكون..
(يرفع تراب المسرح و ينثره على رأسه دائرا بين جوانب المسرح
الشبه مظلم)
سأكون وأكون وأكون. سأكون جرذا اوقطا أو إنسان.وسيذكرني
طلابي في سالف الزمان. كان يا ماكان .كان في البيت قردا وكتبا
سياسية وإنسان. وسيعرفني حتى الجان.
( يتوقف عن الدوران)
يا ليل الغربة ارحمني.فقلبي يكاد يطير من الشوق على
وطني.وسطح الهواء الساخن يلسع عقلي .يمتص شفتي ليبتلع
لوني..لقد رسمني خشبا ومحراثا. أو جني. وأكاد أحس دبيب
الأرضة ينخر عظامي التي لاتقوا على ضيمي.
(صوت عرس وسيارات وزفة .وأهازيج)
الأصوات : زفيناه واخلصنه منه.جبنالك حلوة محناية.عريس وربعة
يزفونه.
حامد: هذا الصوت البشري يقتحم رواق روحي. يسلب لبي .يبعثرني
ليشرب من كاس صلبي . الذي تاه في مجاري المعهد.
(تعود ألاغاني)
حامد: لون ازرق يزفني لعرسي الوحشي.أو لمقبرة الأحياء.التي امتلآ
بها الوطن..
صوت : هي .. آنت قف حدك. لا تقترب للممنوعات . سبح واركع ..
حامد: كيف اركع وأنا الذي ابتليت بالوقوف شامخا كنخيل الحلة.لا لن
اركع. فعندما يجثوا الفنان لا يولد في هذا الكون إنسان.
صوت : أمجنون أنت ؟
حامد: لا ادري..أنا. أم أنت. أم خوفي من السجون.
صوت: تتفلسف؟
حامد: أسمعت بصرصار يأكل جرذانه؟
صوت: نعم سمعت ذلك ..
حامد: لو تعرف إجابتك أمي لداست على مفرقك .
صوت : ولو عرفت من أنت لبصقت بوجهك. اجثوا؟
حامد: كيف اجثوا وأمي ولدتني واقفا.ابحث في ظلمة رحمها عن مسرح
صوت: أتريد أن تكون انشدوة للفقراء؟
حامد: بل للطلاب يا أحمق.
صوت : (يضحك وهو مبتعدا) ها..ها..ها..
حامد: لا تضحك.. لا تضحك ابن الزفرة..
(يدور في كل ألاماكن باحثا)
خامد : أمي أين أنت يا أمي.لماذا تزرعيني في هذه الظلمة .أناقة صالح
أنا ؟ ادر الحليب واقطع أوصالا..
(يجلس ثم ينام ويبدأ يهزهز نفسه)
حامد : أنا وحيد أيتها الحبيبة. التحف ستائر المسرح في زمهرير
الشتاء..
(صوت جرذ مرة أخرى)
(يرفع رأسه دائرا بجسمه كله حيث لا يجد المكان)
حامد: أنت أيها الجرذ. أنت أيها الخائن. تعال إلى هنا.
(يقف ثم يتوجه الى موقع افتراضي)
حامد : قلت لك توقف ؟ نعم أريد أن أكلمك يا أخي قف. حسنا.أممنوع
الكلام حتى مع الجرذ؟
صوت : ضحك )
حامد : تضحك. هل أنت قريب مدير المعهد ؟
(الجرذ يخرج الغاز من مؤخؤته)
حامد: (يصم انفه) إذن لنتحاور. بعيدا عن الغازات. جرذ بجرذ..اقصد
جرذ بإنسان.
صوت: عجبا .الجرذ يقترب .ويتأخر.يتوقف. يرفع قدميه إلى الأعلى كمن
يصرخ بوجهك.
حامد: اللعنة علي. لماذا أنا مرتبك ؟ بس لازعل عليه؟ يمعود صدك
جذب؟ آني صديقك..
(صوت صراخ الجرذ)
صوت : الجرذ يصرخ بوجهك
حامد: عفوا لقد دست على ذيلك.
صوت : هذا صحيح
حامد: اعذرني يا صديقي .
صوت : الجرذ يبتعد عنك
صوت : الجرذ يبتعد
حامد : أرجوك انتظر انتظر يا رجل.
صوت : الجرذ يبتعد عنك ويبصق في وجهك تفوا
حامد: (يمسح البصاق عن وجهه) حتى أنت يا …… جرذ؟
صوت : (يضحك)
حامد : ولكن سأمسك بك يوما وسترى كيف اقتطع لك أذنيك.ابتعد عني
اذهب إلى جهنم وباس المصير.
صوت : (ضاحكا)
حامد: انتظر أرجوك أبقى. أريد أن أتكلم معك. افعل بي ما تشاء. لكن
لا تتركني وحدي. أنا أيها الجرذ . أكثر منك بؤسا. يقول لينين
اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا.
من يعطين خبزا .فانا هنا لصيقا بالتراب .وأخ للجرذان
والأفاعي. ابصق بوجهي ولا تتركني وحيدا. بالأمس القريب مات
كلبي الأبيض جوعا. كنت أناصفه لفت الفلافل إلى إن انتهى .
صوت: كنت أنت المرشح للموت .
حامد : وكان هو الأسرع .نعم كريات دمي تنجست بتراب الموت ولم اعد
استقرا يومي. لأنه ينطفىء في صباحي.
( يدور في إرجاء المسرح صارخا)
أيها المسرح المخلوق مني لم تعذبني؟ اانت ولدتني أم أنا
ولدتك.انهض طارحني الغرام إن شئت. قم . أيها المسلوب. أيها
المنهوب.تعاقرني كلماتك الخرساء. تستبيحني ستائرك الملوثة
ببقايا أزبال الزمن المسحوق تحت راحتي.
(يصرخ مادا يديه نحو الجرذ)
توقف أنت أيها الجرذ . هل أنت انس. أم جن. إذا لم تكلمني فمن
يكلمني .. حسنا سأعلمك القراة. وحتى الكتابه. فانا في كل
الأحوال معلم.استفد من قابلياتي يا رجل.سوى أن تكلمني .
(الجرذ يصدر صوتا كمن يعفط له)
حامد: يا ابن أل..
صوت : انه يناجيك.
حامد: اذهب ودعني وحدي .
(يدور في المسرح لايعرف ما يفعل)
حامد: آه يا أمي حتى الجرذان تابا أن تكلمني في الغربة .الصمت يا أمي
يقتلني .والخوف من الصمت يولده جوع أمعائي. وهرولة دمي
بين مخي وعضلاتي المهتراة . يا أمي ارحميني . فقد اشتراني
الضياع . ضميني يا أمي. كي لا يبلعني. وأصبح سياسيا. يعاقر
الخمر خوفا من الشرطة السرية .ويتصلب يا أمي لساني على
رصيف الغضب الممتد بين الإنسان والإنسان.
(يصرخ)
حامد: قف يا لساني.السليط . ودع الكلمات يمسحها التراب..لا ادري هل
اشتراني هذا المسرح؟ أم أنا اشتريته؟ أم حقا مجنون أنا؟ أبيت
ليلي في هذا المعهد. كيف وكيف وكيف ..
(يضل يصرخ ويدور إلى أن يسقط على الأرض)
حامد: (متألما) آه لقد التوت قدمي . كيف لي الوصول إلى غرفتي
الحقيرة.(سأحاول أن اصل )
صوت : ازحف فالطريق لازال طويلا .
(يزحف وقد غطاه التراب ويمسح وجهه بين وقت وآخر كي يرى
الطريق في الظلمة)
صوت: لا تتراجع. ادفع قدميك بين التراب ومسامير المسرح. فلم يبقى
غير قليل. وتكون في ساحة المعهد. حاول .حاول.لا تستنكف من
التراب.
حامد: اشك في كوني من التراب .إذا كنت منه فلماذا يلتصق بي؟ فالتراب
لا يلتصق بالتراب.
(يدور حيث هو ليشكل من حوله دائرة من التراب والإضاءة والألوان)
حامد : لكن لا. أيتها الظلمة. لن تنجح الجرذان في أكل قدمي. ولن
اركع للذلة يوما. وسأزرع بعقول طلابي حب المسرح.
( وهو يقاوم ويسير من موقع إلى آخر وتساعده الإضاءة في التنقل)
حامد : لن أتوقف عن الزحف..
صوت : بل انهض وسر . تابع خطى الطين. كي تقترب من
زبالة غرفتك.
( لغط عام للسيارات وصوت سيارة الإسعاف)
حامد: انتظريني أيتها الإسعاف.فانا قادم . ليساعدني أحدا. أيها الطلبة
أين انتم ؟ يا طلابي النجباء أغيثوا أستاذكم حامد خضر.
صوت: المعهد فارغا إلا منك. فحاول يا رجل . سر إلى الغرفة.
حامد: والحارس؟
صوت: الحارس مجاز
حامد: إذن علي أن أكافح من اجل البقاء.والا ستأكلني الكلاب السائبة
هنا.
(يسير متألما إلى أن يقترب من باب غرفته)
حامد: ماذا هل امتدت المسافات بين الغرفة وحديقة المعهد. وأصبحت
أميالا ؟ اللعنة علي .أين أنا ؟ ومن أنا؟ يا أمي أواثقة إني من
صلب هذه الأرض؟ هل حبلت بي كما تحبل الأمهات؟ أواثقة يا
أمي؟ هل صحيح ما أقول ؟
(ترتفع الإضاءة لمصباح غرفته)
حامد: الحمد لله فقد عادة الكهرباء .يبدو إن المصباح قد زادة حرارته
من حرارة جسمي فاشتعل.
(يضع دهون على قدميه وهو يتألم)
حامد : لو اعرف إن الوحدة قاتلة لتزوجت من بنات بغداد. لكن لا ادري
ماذا حل بي وتزوجت من الحلة .
(يظهر بعض اللفافات ويضعها على قدمه )
حامد: وأخيرا انتهيت
(صوت اطلاقات نارية)
حامد: هولاء السكارى عندما يجلسون على الميز أحبة. ولكن عندما
يدور الكأس يصبح لكل واحد منهم عالمه وجمهوريته الخاصة
إن الخوف من المجهول له جمهورية أيضا.
(تعود الطلقات)
حامد: يبدو أن الثيران قد بدأت تنطح بعضها.
(ينهض محاولا سحب قدح الماء لكنه وبصعوبة يقترب منه فيسقط
القدح .ويسقط هو مع القدح )
حامد: أمي لقد وقعت يا أمي
( يحاول رفع نفسه)
حامد : ساعديني أرجوك.لم استطع حتى على رفع قامتي . يا أمي اشعر
إن الزمن قد توقف. وشعيرات ريشة لوني قد احترقت بين يدي
الرسام .أيتها المرأة الطيبة. غدا عندما تشرق الشمس وتغرد
البلابل على شجيرات المعهد .سأخرج يا أمي وأجيء أليك .
(يضرب الشباك بيديه)
حامد : اللعنة عليك أيها الحارس لو كان موجودا لساعدني على الأقل.إذا
جاء الحارس صباحا سأتكلم معه بقسوة. وليكن ما يكون . نعم
عليه أن يقوم بواجباته والاسيخسرني إلى الأبد.
(كمن يكلم الحارس)
حامد: يا رجل أنا لست حارسا عندكم . أنا مدرسا . ومدرسا درجة أولى
لماذا أعامل كحارس..لكن غدا لناظره لقريب .سأغادر المعهد
وأنت تتحمل المسؤولية.وأكون معك يا أمي .أنا مشتاق لذاك
الحضن السرمدي. سيبزغ الفجر وأصلك أيتها المرأة
المبجلة.والصبح ليس ببعيد.
صوت : حاول أن تهدا .اقرأ؟
حامد : ها ؟أقرا ؟ لست بقارى..
صوت: اقرأ..
حامد : يمعود لتبلينه
صوت: ستمنحك القراءة شيء من الهدوء. نعم كن ريلاكس .
حامد : أي هاي ميخالف..
(يخرج كتابا ويحاول القراءة)
حامد: هذه الكتب اخترقت روحي. ولم تدع لي فراغا لغيرها.لقد
امتهنتني .وطفح كيلي منها. لكن أنا هنا عشيق الكتاب. والهم
أيضا.لقد فارقتني الابتسامة من زمن الغربة والمنافي في بلدي.
(طرق على الباب)
حامد: من ؟الحارس ؟ هل جئت يا رجل الهذا القدر من الحرص لديك
والله وكدها .. تفضل.. حاول أن تساعدني. واعمل لي ولك
الشاي.
(يعاد طرق الباب)
حامد: من الطارق بحق الجحيم؟تعال ادخل هل أنت غريب؟
(طرق على الباب)
حامد: لا ادري الباب يطرق أم قلبي يدق بدون توقف . (
يتحسس جسمه )
حامد : يبدوا إن ضغطي قد ارتفع .أمي ساعديني أرجوك.
صوت: حامد يا حامد ..
حامد: نعم أنا حامد
صوت: أنت غريب في الظلمة يا رجل؟
حامد: نعم واقسم على ذلك واطلب المساعدة فقد التوت قدمي
صوت: لكن هذا بيتي ومضجعي
حامد : من أنت؟
صوت : أنا الطيف يا حامد
حامد: طيف؟ طيف ماذا؟ أنا لا أؤمن بالأطياف والجن.
صوت: بل تؤمن يا حامد
حامد: ولماذا هذه الثقة والإصرار بأيماني بك؟
صوت: لأنك جزء مني يا رجل.
حامد: وهل أنا من الجن؟
صوت: بين بين..
حامد: أتريد أن اجن؟ أمحتاج أنا للجنون؟ ففي كل مسرحية يكون لي
شخصية المجنون. حتى تلبسنني تلك الشخصيات. فأرجوك
أبعدها عني اليوم.
صوت: حامد اليوم لك.
حامد: وغدا. لي؟
صوت: (يضحك) ها..ها..ها..
حامد: أكيد أنت من المدرسين وتريد تضحك.أرجوك الوقت غير مناسب
فدعني وشاني.
صوت: بل أنت دعني وشاني. أنت توقظني من صمتي . وتدعوني لك .
ثم تطلب مني أن ابتعد عنك..
حامد: أنا؟
صوت: تأتي لي حاملا على راسك العراق. وتريدني أن ارفعه عنك .يا
رجل ارخ أكتافك. ودع الخالق للمخلوق.
حامد: لكن إن أرخيت أكتافي سيسقط ما فوقها . سيسقط العراق.
صوت: إلى جهنم إذا بقيت أنت على قيد الحياة
حامد: العراق أنا يا سيدي . ونبضه هو الشافي لجروحي .فارحل
ودع حامد يعاقر الوحدة. دعه يدس الداء في الداء . دعه دمبلة
في جوف المسرح . يتقيأها الشبان.
صوت: (يضحك) ها..ها..
حامد: لا تضحك فالصيف كالشتاء. وكلاهما يزيل الآخر .والجسد هو
الحل. لأنه طليق في وسط الكون. فلا يغرك اللون فالضوء في
المسرح يبكي الإنسان. ويضحك الحيوان . فلا تكن مثلي عاقرا في
زمن الخصب.
الصوت: (لا يرد)
حامد: لماذا لاترد علي ؟
صوت: (لا يرد)
حامد: هل أخرسك الكون(يضحك هو أيضا) ها..ها..
صوت: (لا يرد)
حامد : يبدو انه قد ذهب..
(أصوات زقزقت العصافير معلنة قدوم الصبح)
(حامد يتفس الصعداء)
حامد : لقد صبح الصبح وعلي أن أغادر. السيارات كثيرة . وستوصلني
إلى أهلي في الحلة. نعم وهذه الرسالة سأكتبها إلى مدير المعهد
بإجازة لمدة أسبوع. سوف لا أعود إلى المعهد إذا لم تتحسن
صحتي.. نعم البقاء هنا يقتلني.
(يخرج ورقة وقلم ويكتب رسالة للمدير )
(يحرج ويضعها في الشباك)
حامد : جئتك أيتها الحلة العزيزة .
(إضاءة على السايك حيث يحمل حقيبته عابرا الممر )
(أصوات السيارات لم تتوقف)
صوت حامد: أرجوك للحلة ..
(صوت السيارات لم تتوقف )
صوت: اصعد أخوية اشويه استعجل أبروحه لأبوك..
(صوت انطلاق السيارة ثم صوت اصطدامها)
( ويفضل أن يتم تصوير المشهد فيديو وعرضه على السايك)
أصوات : لا الله إلا الله لقد انقلبت السيارة.هذا الشاب المدرس مع القتلى
(خلف السايك يحملون رجل ويدخلون به إلى المسرح يضعونه وتنهال عليه الورود .والالون)
أصوات : انه ألأستاذ حامد خضر..
صوت: تبرع فلان الفلاني ببناء قبر للشهيد العبقري الذي
خسره العراق .حامد خضر ..
صوت : لم تلد الأمهات مبدعا مثل حامد خضر
صوت نقابة الفنانين العراقيين تنعي حامد خضر
صوت: معهد الفنون الجميلة سيعلق لافته حزنا على فقدان حامد خضر.
حامد: ( ينهض .ويرفع الورد التي فوقه وينهض..يسير باتجاه الجمهور )
حامد: بالموت أتذكرون حامد خضر؟ ؟
(يقترب إلى المقدمة ليحي الجمهور راميا الورود عليهم )
——– ستار ———
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almasrah.yoo7.com
 
مونودراما حامد خضر/ صبحي الخزعلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المسرح العراقي :: النصوص المسرحية-
انتقل الى: