منتدى المسرح العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مهرجان المونودراما الرابع - المسرح واقتصاد السوق -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م:فرحان الخليل
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 10
العمر : 70
تاريخ التسجيل : 21/02/2007

مهرجان المونودراما الرابع - المسرح واقتصاد السوق - Empty
مُساهمةموضوع: مهرجان المونودراما الرابع - المسرح واقتصاد السوق -   مهرجان المونودراما الرابع - المسرح واقتصاد السوق - Icon_minitimeالسبت أبريل 12, 2008 4:33 pm

مهرجان المونودراما الرابع في اللاذقية
( المسرح واقتصاد السوق )
الحلقة الرابعة
من البديهي القول : أن الإبداع يفترض أن يكون الإنسان المبدع مثقفا وحرا مع نفسه , وفيا لقيمه الروحية والفنية , ويسعى إلى تجاوز السائد في شكل الإبداع وطرق الوصول إلى مبتغاه الإبداعي , حينها يعبر عن حريته التي لا تقيدها لا مؤسسات ثقافية ولا تمويل لمؤسسات مالية غبية بالأساس بحكم تاريخها الثقافي وعلاقتها مع كيفية تراكم رأس المال .
لكن مدعي الثقافة والذي لا يمتلك ضميراً فنياً وجمالياً نظيفاً , يصعب عليه تقديم شيء ذي بال , لأنه لا يلامس إلا القشرة السطحية للحالة الإبداعية . وهذا يتوافق مع مدير مهرجان المونودراما الرابع ياسر دريباتي . لكن كيف ؟ .
لأن الدريباتي لا يمتلك حالة فكرية جمعية تجعله يعرف ماذا يفعل , ولماذا يريد أن يقدم مهرجانا أهليا لأن هذا يتطلب وعياً اجتماعياً معرفياً يدفعه لتقديم حالة ثقافية تنتمي فكريا إلى الناس . لكن .. للحقيقة ، أن الدريباتي هو بالأساس ينتمي إلى ذاته المتخلفة بمفهومها الفكري , ومنهجه الذاتي يقول ( بعد حماري لا ينبت حشيش ) هذا ما جعل الدريباتي يعمل مروجا وسمسارا يبحث عن شخص يمول مشروعه التجاري - المسرحي – ويكسب من هذا المشروع بأي شكل وبأي طريقة هو وأقرانه ومن يدورون في فلكه . وفعلا تم ذلك حين عرض بضاعته الرخيصة لتجار الخليج المتعطشين لـ هكذا بضاعة وهذا ليس غريبا على الدريباتي ياسر لأنه بالأساس حاول أن يكون صغيرا كي يرتدي معطف المؤسسة الرسمية التي ترعى المسرح ويصبح واحدا منها بعد أن قدم مجموعة من التنازلات التي أسقطت ورقة التوت عن نواياه فبانت عارية واضحة - لكن مخجلة – وكوفئ على هذا التعري بعمل مسرحي تحت الوصاية والرقابة والمهم أنه سيقبض لاحقا مبلغا لعل يستر به عورته التي تجللت بالفضيحة .
لكن السيد مدير مهرجان المونودراما وبعد أن وجد ضالته التي ستملأ جيبه مالا عبر مؤسسة خليجية لا تعي من تاريخ الثقافة أكثر مما تعرفه عن إطعام البعران – والبعران مفردها بعير والبعير هو ذكر الجمال أطال الله عمركم – وحتى يجد الدريباتي تواؤما معهم عليه أن يتدرب على كلمات الترحيب الخليجية مثل : طال عمرك – على خشمي – يا هلا بالربع - .... إلخ .
وعلى مدير المهرجان أن يوزع ( بشت ) لكل متفرج – والبشت هو العباءة بلهجة أهل من يرعوا المهرجان – حتى لا يشعرون بالبرد وتنحرف صحتهم رغم أنه لم ينسَ أن يعمل شيئاً يوازي التراث الخليجي والذي اختاره على بطاقة الدعوة المحفور عليها ( الدريشة ) " والدريشة يا سادة تعني بلهجة أهل الخليج الشباك والشباك الخليجي حصرا وستجدونه محفوراً على بطاقة الدعوة وهذه " الدريشة " يتدلى منها ( شرشوبة ) توضع عادة على هودج البعير – وأظنكم تعرفون معنى الهودج وقد شرحت معنى البعير – وخاصة أن الدريباتي ذهب يوما ما لمنطقة الخليج وعرف عاداتهم ... أليس كذلك !!! .
ولا بد لي أن ادخل بماهية الاقتصاد وعلاقته بالفن الراقي . فمن الطبيعي أن الفن الراقي دائما يلقى حربا من المؤسسات الاقتصادية الرأسمالية لأن هذا الفن يعري هدف هذه المؤسسات ونواياها . لكن الفنان الذي يحتمي بكل ما هو دوني ورخيص يلجأ إلى أصحاب رأس المال كلجوئه أثناء ضعفه إلى الأولياء والقديسين , حيث يقوم رأس المال مقام المخّلص عندما يعده بالجنة أو الديمومة , وبذلك تبدأ الرأسمالية بإعطاء الفنان شيئاً من الفتات مقابل تنازله عن الثوابت الفنية التي كان يعتقد أنه يتحلى بها فتُخضع بذلك الفنان إلى قوانينها ويغدو الفن بيدها سلعة تحتكرها متى تشاء وتطلقها حين ترى مصلحتها الاقتصادية بذلك , ومن ثم تبدأ بسحب هذا الفُتات الذي قدمته له , وهنا يتعرى اجتماعيا وفنيا , فأي عمولة يمكن أن تحل مكان الأخلاق التي تكون حينها تجردت من الفنان لذلك يلتجئ من جديد نحو سوق الاستثمار ويغدوا تابعا وذيلا لها, وهذا يسمى بعلم الاقتصاد ( الكولونيالية ) أي التبعية وبهذا يستطيع رأس المال أن يفرض أسلوبا جديدا للإنتاج الفني بما تطلبه السوق الاستهلاكية فيغدو الشاعر مداحا والمغني بوقا والمسرحي مهرجا ..... وهكذا .
وهنا أقول للسيد الدريباتي الذي لا يعي ما قلته حول الاقتصاد والفن , ولكني ألخص له القول بكلمات :
أعدك أيها السيد بعد ما أصبحت سمسارا تقايض المسرح بالمال ستغدو مهرجا تقدم ما يُملى عليك , وقد بانت البشائر ببطاقة الدعوة التي تكرّس تراث من أعطاك فرسمت عليها دريشتهم – أي شباكهم وتتدلى من شرشوبة البعير .... فأنعم في مضارب بعرانهم أيها المدير !!!! .


فرحان الخليل
Masrah111@yahoo.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مهرجان المونودراما الرابع - المسرح واقتصاد السوق -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المسرح العراقي :: اخبار المسرح-
انتقل الى: