منتدى المسرح العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قراءة في مسرحية وجوه من خرز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م:فرحان الخليل
عضو جديد
عضو جديد



عدد الرسائل : 10
العمر : 70
تاريخ التسجيل : 21/02/2007

قراءة في مسرحية وجوه من خرز Empty
مُساهمةموضوع: قراءة في مسرحية وجوه من خرز   قراءة في مسرحية وجوه من خرز Icon_minitimeالأربعاء أبريل 16, 2008 4:30 pm

قراءة للعرض المونودرامي وجوه من خرز
العرض الأول
كما يعرف الجميع فإن المسرح هو حالة تساهم في تكوين الفكر الذي يتجلى عن سلوك حضاري . والإبداع فقط هو الذي يجعلنا نحول ما نمتلكه من وعي وقناعات مصحوبة بتوجيهات ثقافية إلى واقع مُشاهد وملموس عبر تطور الفن المسرحي ووضعه ضمن أسس علمية في عصرنا الحديث والتي بدأت من تأكيد أنطوان أرتو للتخلص من سطوة النص وانتهاء بتجارب بيتر بروك والتي تدعو إلى العودة للينابيع الأولى للفن المسرحي.
ولم تكن هذه المقدمة القصير إلا مدخلا لقراءة العرض المسرحي المونودرامي (وجوه من خرز ) وهو من تأليف ياسر دريباتي ونضال أحمد , تمثيل الدكتورة خديجة غانم , إخراج الأستاذ ياسر دريباتي .
وجوه من خرز حكاية لصبية تعرضت لسفاح القربى , قد يكون العم أو الخال عندما كانت في التاسعة من العمر ولكي أقرأ هذا العرض قراءة موضوعية نقدية وتحليلية لا بد من تبويب أدوات هذا العرض وقراءتها كل على حدة :
النص المونودرامي :
لابد للنص المونودرامي من أن يكشف المكنونات الذاتية في سياق وحدة بنيوية مستقلة لتوضيح العلاقة المشوشة بين الداخل الإنساني وخارجه لأن هذا التشويش هو المسئول عن الاضطرابات الإنسانية والتي تجعله يستغرق في الآلام التي تقتحم عالم الفرد منذ الطفولة فتفرز عنده مجموعة من الخيالات التي تراود الفرد وتكون بناءه النفسي , وهذا ما يسمى في علم دراسة الشخصية المسرحية بالفضاء الاجتماعي .
إذا في نص وجوه من خرز لدينا شخصية عصابية عبر تاريخها ذهانية في وجودها وهذا ما لم يدركاه المؤلفان إي لم يتم الغوص في البنى الاجتماعية للشخصية الممزقة والمهشمة داخليا وخارجيا , فهذه الشخصية المحكومة برغبة البغض والكراهية لكل ما يحبطها, حيث أنهكتها دوافعها الداخلية نحو الموت عبر مازوخية بدئية يطلق لها الأنا العنان على ذاته معلنا هذا الأنا الهدف النهائي للحياة هو الموت أو العودة إلى تلك الحالة التي تراودها دوما لكنها عبر مفهوم الذهان تتراءى لها رحيمة حيث يكون الأنا في مأمن من الأذى – وهذا وهم مرضي عصابي – حينها ترى ملاذها هذا القبو . وهذا لم يتضح عبر النص المكتوب والذي أتى سطحيا في تناول سفاح القربى ومكرسا أن هذا السفاح مصدره اجتماعي ديني فقد أغفل التأليف التحليل النفسي للشخصية الأيروسية والتي تبني الوجود اللاعضوي الذي يسبق كل حياة واعية وهنا يظهر الأنا الأعلى كيانا جديرا بالشفقة ومحفوفا في المخاطر يسحقه العالم الخارجي بلا رحمه . هذا على الصعيد التحليلي, أما على الصعيد الدرامي كان النص مفككا وغير مترابط فاختلط الحدث الأساسي بالحيثيات الجانبية رغم أهميتها لكنها جاءت مجردة وغير منسجمة ضمن السياق الأساسي للحكاية فلم يدرك الحضور من أين أتت هذه المرأة وأين كانت ولما خرجت وماذا تريد ... حتى ومن هي ؟ . وهذا اتضح من لغة النص والمحاكاة الداخلية لإنتاج هذه اللغة والتي تحمل مدلولات كبيرة مثل ( امرأة مزدحمة بالقلق ...) أو ( رجل يقول لي أحبك أيتها الأنثى ) هذه اللغة هي منطوق امرأة مثقفة ... إذن كيف وهي تعمل بشك الخرز أما كان أجدى أن تكون ضاربة آلة كاتبة أو رسامة أو أي شيء إلا شك الخرز فهي مهنة النساء الغير متعلمات واللواتي لا ينطقن بهذا المنطوق , وهذا يؤكد عدم بناء الشخصية بما يتناسب مع فضائها الاجتماعي .
التمثيل :
أدى دور الشخصية الدكتورة خديجة غانم والتي تحمل دكتوراه بـ تدريب الممثل إذا خديجة غانم أستاذة بالتمثيل وهي على ملاك المعهد العالي للفنون المسرحية ولم تطأ خشبة المسرح كممثلة منذ تسع سنوات , لكنها حين بدأت أصبح العرض المسرحي ينسحب من السياق الإخراجي ومن أدوات العرض المسرحي لتحلق الممثلة في فضاء رحب وخاص غيب الحلول الإخراجية الهشة والسطحية فغدا العرض أنشودة أطلقتها الممثلة خديجة غانم فزغرد الجسد المرن والخبرة العلمية وتحول إلى حمائم . ولكن كيف ؟
فقد تمكنت الممثلة من معايشة المشاعر الداخلية للشخصية التي كان من الضروري أن تكتب , لكن المبدعة خديجة غانم كتبت مشاعر الشخصية في التلقي السحري للعلاقة المتبادلة بين الوعي الداخلي وبين البنية الدلالية لما كان يجب أن يكتب , وبهذا فقد راكمت الصنعة مع المعرفة عبر المعايشة العميقة لحيثيات الشخصية , مسخرتا خيالها ومجندتا أدوات هذا الخيال محققة بذلك الصدق الفني الذي ينتج بالضرورة انفعالات وحركات وصوت الشخصية الحقيقية والتي رسمتها المبدعة خديجة في جسدها وحركات يديها التي لم يكن فيهما فعل مجاني واحد وصارت تسابق اللغة المكتوبة وتلاحق حروفها لتصيغها من جديد في بناء صوتي مدرك الحس الإنساني بمعرفية وفن فبدت السيطرة الواعية للممثلة على العملية الإخراجية اللاواعية مصعدة بذلك عملية التجسيد العضوي للشخصية وهذا ما سماه
"ستانسلافسكي " فن المعايشة إذ يقول بذلك " ... يخضع الممثل ذاته , وأفكاره ومشاعره لجميع دقائق , وخصائص إنسان آخر " وقد استطاعت السيدة خديجة غانم أن تصل فعلا إلا الصدق الفني والذي تدرك بوجوده في ذاتها فعبرت عنه من خلال إيمانها أن العمل الخلاق لا يمكن أن يكون دون الصدق , وقد تبدى هذا الصدق من خلال انغماسها في سلسلة متواصلة من الأفعال الفيزيولوجية والتي كان دافعها سيكولوجي بحت فكانت الحالة المشهدية تأتي كعمل سينفوني , التوافق فيه ممزوج بين البنية النفسية والحالة الحركية للشخصية التي جسدتها لأن الممثلة المبدعة بدأت علاقتها بالشخصية من الخارج إلى الداخل حتى أظهرت خط الشعور فقبضت عليه ولم تدعه يفلت رغم الحالات التي وضعها المخرج والتي ساهمت في رتابة إيقاع العرض وتبدت في شاشة العرض التي مثلت المجموعة البشرية أو الجوقة والتي تكررت بدون أي مبرر لا درامي ولا مشهدي ورغم طول هذه (الصور ) والتي ترافقها أغان تبعث الملل بالمشاهد , لكن السيدة خديجة تعود وهي قابضة على خط الفعل المتصل للشخصية لا للعرض وتحيّ الفرجة من جديد , لكن النهاية خانتها وهذا ذنب المخرج لأن القطع أتى رتيبا عاديا بالقياس لأفعال الممثلة عبر الأداء الذي صنع آلية العرض وغيب كل الأدوات الأخرى وحبذا لو كان المسرح خاليا تماما إلا من قطعة القماش , لأن الديكور التقليدي للقبو والذي شاهدناه في مسرحية إنهم يبحثون عن الضجيج ومسرحية سوير ماركت , وهنا في عرض وجوه من خرز فجاء الديكور بائسا لا معنى له , أنابيب للصرف الصحي لم تستعمل ولا حتى بالدلالات النفسية ( كأن تحتمي بها مثلا أو تتكئ عليها ) وجاء السرير ملزوق لزقا في وسط الفضاء المسرحي و يشبه السرير العسكري ويعيق الحركة الحرة للممثلة ولم يستعمل ( ألا يمكن أن تنام على الأرض وتخبئ نفسها بقطعة القماش مثلا ) كما أن الصور الموضوعة على الجوانب لا تحمل إي مدلول لا فني ولا سينوغرافي وكأن المخرج وضعها للزينة فقط !! أما الموسيقى والغناء كان رتيبا رغم الغليان الداخلي لبنية الشخصية الداخلية , ولم يتواءم مع الفضاء الداخلي ولا الخارجي للعرض فكرست الغربة بين المشاهد والعرض الذي تبدى ممثلة وممثلة فقط .

فرحان الخليل
Masrah111@yahoo.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة في مسرحية وجوه من خرز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المسرح العراقي :: النقد المسرحي ومتابعة العروض-
انتقل الى: