عرض (حلم سمفونية الموت والحياة) والبحث في لغة الوجود

مسرحية حلم اسمه سمفونية الموت والحياة
والبحث في لغة الوجود الأبدية
العرض الثاني

يقول يوجين يونسكو : " إن الوظيفة الوحيدة للمسرح إذا جاز لنا التحدث عن الوظيفة هي أن يكون مسرحا . هل نسأل الزهرة ما هي وظيفتها ؟ إنها ببساطة توجد كما توجد الحياة . إن المسرح يجب أن يٌعلم الناس أن هناك بعض النشاط الذي لا يخدم غرضا ما , يوجد بلا سبب "
هنا يؤكد يونسكو أن المسرح يسعى بشكل حثيث لخلق لغة لهذا الوجود , لأن بالحقيقة أن بنية الوجود الإنساني أو لغته موجودة وجودا موضوعيا , وهنا تكمن مهمة المسرح في كشف هذه اللغة طالما أنها موجودة .
وهذا ما حصل في المسرحية المونودرامية( حلم اسمه سيمفونية الموت والحياة) التي جاءت من المغرب لتشارك بفعاليات مهرجان المونودراما الرابع الذي أقامه البيت العربي للموسيقى والرسم . وهو من تأليف عبد الفتاح الشادلي , تمثيل وإخراج الدكتورة لطيفة بالخير . هذا العرض الذي يطرح جدلية الوجود الإنساني , فالنص سعى لكشف الغطاء عن لغة الوجود , ولكن أية لغة ؟ إنها لغة الوجود الأبدية الثابتة والتي لا تتغير منفردا بلغة النص نحو اللامعقول ضمن مجموعة من التساؤلات ضمن تداعيات المونولوج الطويل والذي يختلف عن النص المونودراما إذ تطرق إلى موضوعات عدة , في حالات واقعية جدا , فبدأت الممثلة المخرجة تنتقل من موضوع إلى آخر دون رابط , ودون حكمة أو غاية من ماهية انتقالها , إذ بدأت بسؤال الوجود الملح وهو الموت , ومن ثم انتقلت عبر سياق مفكك لحالات ترافق الإنسان في مسيرة حياته من غزوات وحروب وعذابات , وحالات قهرية ... ومن ثم بدأت تتكلم عن المصائر التي رافقت الكائن العربي عبر شرح إخباري لمجموعة المعطيات الواقعية . ولكن الممثلة المخرجة استطاعت أن تدخل إلى عقل المشاهد وهي تقرع جرسها في داخله وتلح بالأسئلة التي تقلق الجميع ... لماذا الحياة .... لماذا الموت .... وهل هناك ( غودوت ) أو ما شئت سمه أيها الإنسان المقهور , وكأن النص يبحث ضمن هذا الخراب المعلن والدمار المبطن عن أمل كي يتعلق به الإنسان بالعموم والعربي بالخصوص , هذا الأمل وحده هو الذي يربطنا بالحياة أو الحلم , فهذا النص يسير باتجاه السير الحلقي أو الدائري الذي يصلنا بما بدأنا لنبقى ننتظر غودوت ولكنه لا يحضر ... وربما لن يحضر .
فقد سعى العرض إلى الكشف عن بنية الحياة أو على بنية من البنى الكثيرة معلنا أن الحلم لغة الحياة لأن الحلم يشدنا إلى الحياة لأنه نسيج وجودنا تماما , كما العبث هو نسيج هذا الوجود , فالذي يحصل منذ بداية التكوين هو عبث يدفعنا بقوة خارج الحياة ويحيلها إلى جحيم والحلم يشدنا إلى الحياة ويجعلنا نتحمل جحيمها .
هذا ما أراد قوله العرض والنص معا عبر أداء الدكتورة لطيفة بالخير والتي كانت وهي على الخشبة ممثلة تعمل ضمن رؤية دراماتورجية وضعتها في أتون المختبر المسرحي وهذا ما أربك العرض قليلا , رغم أنها كدراماتورجية فقد حررت الكتابة المسرحية للعرض من أعرافها التقليدية الصارمة وحاولت أن تحدد شكل العرض ضمن رؤى جديدة فغدى البناء المعماري لعرضها هامشيا وحتى أغراض العرض المسرحي قد حيدت تماما وهذا ما تتحمله مخرجة العرض لا بكونها ممثلة بل بكونها كانت أثناء العرض تراقب نفسها وتطمأن على الغرض المسرحي وترصد وهي على الخشبة أدواتها المسرحية فقد كانت توجه الإضاءة والخوف باد عليها من حصول أي خطأ وهذا أيضا ينطبق على الموسيقى .
فعلى صعيد الإخراج أو البنية الإخراجية كان عرضها ملحميا \ دراميا معا فقد سعت لتوضيح ما هو موضوعي وممتد زمانيا ويسترجع حدثا من الماضي في حين أن الدرامي هو المزج بين الاثنين وهما الذاتي والموضوعي .
العرض بدا طويلا فعلا وأدخل المشاهد بمتاهة الانتظار والتمثيل كان خارجيا فلم تدخل الممثلة في وله الشخصيات التي تبنتها وهذا ليس خطأ بالعموم ولكن ما وقعت به الممثلة المخرجة أنها لم توضح للمشاهد نظرية الفعل التمثيلي والذي يبعد الممثل عن الاستغراق بما يشخص .
وكنت أتمنى أن يكون هناك حوار بعد هذا العرض بالذات كي أعرف رأي المشاهد العادي ورؤية المشاهد الاختصاصي لكان حقيقة أخذ العرض حقه أكثر من ذلك .

فرحان الخليل – اللاذقية
Masrah111@yahoo.com

Lorka54@hotmail.com

عدد الرسائل : 2 تاريخ التسجيل : 09/03/2009

السلام عليكم : استاذ فرحان بوركت على هذه المشاركة ولي طلب من حضرتكم كيف لي الحصول على عرض مسرحيةسمفونيةالمت وزالحياة تقبل تحياتي